عاجل

صرخة شاب مظلوم في قلب المغرب العميق: عبد اللطيف فقير نموذجًا لمعاناة شباب فيكيك

author image

صرخة شاب مظلوم في قلب المغرب العميق: عبد اللطيف فقير نموذجًا لمعاناة شباب فيكيك
مقر قيادة بني تجيت بإقليم فكيك

يدخل اعتصام الشاب عبد اللطيف فقير، المنشط التربوي وخريج المعهد الملكي لأطر الشبيبة والرياضة، يومه السابع عشر، في خطوة احتجاجية فريدة وملفتة، للمطالبة بالإنصاف في ملف يعكس عمق معاناة شباب إقليم فكيك.

قصة شاب حول المأساة إلى رسالة

من يعرف عبد اللطيف يدرك حجم العطاء الذي تميز به هذا الشاب اليتيم، الذي نشأ في كنف والدته المناضلة وتربى على قيم الصدق والتفاني. على مدى أكثر من 14 عامًا، حمل عبد اللطيف مشعل العمل الجمعوي موجهًا أنشطته للأطفال والشباب، ماضيا في مسيرة من العطاء اللامحدود من خلال دور الشباب، المؤسسات التعليمية، والمركبات السوسيو-تربوية.

عبد اللطيف فقير
عبد اللطيف فقير

غير أن سنوات التطوع والدراسة لم تشفع لعبد اللطيف وأمثاله في الإقليم للحصول على حقهم في التعيينات بدور الشباب. بل إن المناصب التي كان من المفترض أن تكون من نصيب هؤلاء الشباب الأكفاء، تم تفويتها وفق ما يُشاع بقرارات تخضع لحسابات سياسية ضيقة تخدم مصالح حزبية، ما ترك شعلة النشاط والحيوية هذه في مواجهة مباشرة مع مرارة الظلم والإقصاء.

اعتصام في وجه "الحگرة"

في عز البرد القارس، قرر عبد اللطيف أن يكون صوته معبرًا عن صرخة كل الشباب المهمشين بالإقليم. لم يختر طريق الهجرة السرية أو الهروب من الوطن، بل اختار مواجهة الظلم داخل وطنه، ليعتصم أمام مقر الإدارة المحلية مطالبًا بحقوقه المشروعة. عبد اللطيف لم يُستفز من إحساسه بالظلم الشخصي فقط، بل أراد أن يكون صوته صوت الشباب المهمشين والمقصيين من فرص العمل، في إقليم يزخر بالموارد الطبيعية ولكنه يعاني من الإهمال والتهميش.

مسؤولية من؟

يبقى السؤال الذي يطرحه المتتبعون لهذا الملف:

  • هل يدرك المسؤولون في الإقليم والجهة أن هذا الملف مرشح للتصعيد إذا استمر نهج الصمت والتجاهل؟
  • ما الذي سيحدث إذا قرر عبد اللطيف الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام؟
  • هل سيعي المسؤولون حجم الخطر إذا انضمت فئات شبابية أخرى لهذا الاحتجاج؟

كرة ثلج قد تتحول إلى قضية رأي عام

الاحتجاج الذي بدأ فرديًا قد يتطور ليصبح قضية رأي عام في الإقليم، خاصة وأن الإقصاء من التعيينات ليس سوى جزء من معاناة الشباب. إذ يعاني الإقليم أيضًا من غياب المشاريع المدرة للدخل ومن توزيع غير عادل للتمويل العمومي، حيث سبق أن تم إقصاء عبد اللطيف ومجموعة من الشباب من الاستفادة من مشاريع الدعم رغم استيفائهم للشروط.

تضامن واسع ونداءات للمسؤولين

في الوقت الذي قررت فيه مجموعة من الهيئات، وعلى رأسها الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، التدخل لمساندة عبد اللطيف، يتصاعد الدعم الشعبي لهذا الشاب، الذي يمثل صوتًا للعدل والإنصاف. ويتساءل الكثيرون:

  • هل سيتدخل المسؤولون لإنصاف عبد اللطيف قبل فوات الأوان؟
  • كيف يمكن حماية هذا الإقليم الحدودي من تداعيات السياسات العشوائية؟

كلمة أخيرة

إن قضية عبد اللطيف فقير هي قضية كل شاب مغربي يعاني من الإقصاء والتهميش. وهي تذكير بأن الحگرة والظلم قد يولدان أزمات كبيرة في مجتمعات يُفترض أن تحتضن أبناءها لا أن تقصيهم.

ندعو من هذا المنبر كافة المسؤولين إلى التعجيل بحل هذا الملف ورد الاعتبار لعبد اللطيف وأمثاله، فالوطن يحتاج لأبنائه المخلصين أمثال هذا الشاب الذي رفض المساومة واختار النضال بشرف.