الكاتب المغربي نبيل موميد يصدر كتابًا جديدًا بعنوان "مغامرة الكتابة ولذة الأدب"
صدر حديثًا للكاتب والمترجم المغربي نبيل موميد كتاب جديد تحت عنوان "مغامرة الكتابة ولذة الأدب.. مقاربات نصية"، عن دار "الآن ناشرون وموزعون" في عمّان بالأردن. ويأتي هذا الإصدار في 140 صفحة من القطع المتوسط، ليمثل إضافة نوعية إلى المكتبة الأدبية والنقدية العربية.
ينقسم الكتاب إلى ثلاثة أقسام رئيسية، يتناول الأول منها "مقاربات نصية" من خلال مستويين: الأول يختص بالسرد، ويضم دراستين؛ الأولى بعنوان "حكي الذات ومسرحة النوع القصصي"، والثانية "الرواية الإفريقية النسائية وطموح التحرر". أما المستوى الثاني فيبحث في الشعر العربي عبر دراستين؛ الأولى تحمل عنوان "انفتاح النص الشعري وتشاكل مستويات التأويل"، وتتناول نصًا للشاعر المغربي عبد الكريم الطبال، بينما تناقش الثانية "الخروج عن المعيار العروضي في الشعر العربي المعاصر".
أما القسم الثاني، والمعنون بـ "قضايا وظواهر نقدية"، فيتفرع أيضًا إلى مستويين؛ الأول يتضمن ثلاث دراسات هي: "التاريخ المقارن لآداب اللغات الأوروبية"، و"التاريخ الأدبي بين غوستاف لانسون وطه حسين"، و"جمالية التلقي". ويختص المستوى الثاني بفن السرد عبر ثلاث دراسات أخرى: "مدخل إلى السيرة الذاتية"، و"الرواية العربية والواقعية الاشتراكية"، و"بين المسرح وعلم العلامة (خصوصيات العلاقة)".
ويأتي القسم الثالث تحت عنوان "مغمورون ولكن... عالميون"، ليلقي الضوء على عدد من الأدباء العالميين الذين لم يحظوا بالشهرة الكافية، إلا أن فوزهم بجوائز مرموقة مثل "نوبل للآداب" و"غونكور الفرانكوفونية" و"جائزة الأكاديمية الفرنسية" جعلهم يحتلون مكانة عالمية. ومن بين هؤلاء الأدباء الأمريكية من أصول إفريقية توني موريسون، والبريطاني من أصول إفريقية مسلمة عبد الرزاق قرنح، والفرنسي من أصول إفريقية محمد مبوغار سار.
من خلال هذا العمل، يؤكد الكاتب نبيل موميد أن الإبداع الأدبي يمثل تجربة روحية تسمو بمنتجيها ومتلقِّيها إلى آفاق عليا، وتتيح لهم عيش حيوات متعددة عبر تجارب ثرية تلامس جوانب حياتية متنوعة. ويشدد موميد على أن فهم الأدب وتذوقه يتطلبان تحليلًا نقديًا دقيقًا يكشف خبايا النصوص وما تخفيه من عوالم. كما يرى أن لذة الأدب تنبع من طبيعته الكونية وخصوصيته التعبيرية، ما يجعله مغامرة يخوضها المبدعون في سيرورة من البوح والتذكر والاستشراف، بحثًا عن إشباع شغفهم وتقديم جزء من عالمهم إلى المتلقي.
يُذكر أن نبيل موميد، الأستاذ المبرز في التربية والتكوين، يمتلك مسيرة حافلة في التأليف والترجمة، حيث نشر العديد من الدراسات في مجلات وطنية وعربية ودولية. ومن بين إصداراته السابقة: "من العالم الآخر.. نظرات في الفعل الإبداعي العالمي"، و"الهاربة من سالم" (بالاشتراك)، و"الحجاج.. مفهومه ومجالاته" (بالاشتراك). كما ينتظر صدور كتابين له قيد النشر هما: "تمثل صورة الآخر في الرحلة السفارية المغربية إلى أوروبا خلال القرن التاسع عشر"، و"ريح الشمال.. تأويل الآخر وتعبير الذات".
يُعد كتاب "مغامرة الكتابة ولذة الأدب" إضافة جديدة تُثري المكتبة العربية، وتفتح آفاقًا جديدة للنقاش حول الإبداع الأدبي ودوره في تشكيل الوعي الإنساني.