عاجل

كارثة النقل الحضري في وجدة: حافلات مهترئة، تلوث متزايد، وسكان غاضبون

author image

كارثة النقل الحضري في وجدة: حافلات مهترئة، تلوث متزايد، وسكان غاضبون
حافلات نقل وجدة

تشهد مدينة وجدة أزمة حادة في قطاع النقل الحضري، أثارت استياءً واسعًا بين السكان والمتدربين الذين يعتمدون بشكل يومي على الحافلات للتنقل. المشاكل المتفاقمة، التي تتراوح بين التأخر المستمر للحافلات، عدم احترام محطات الوقوف، واستخدام مركبات مهترئة، تعكس واقعًا بعيدًا عن التطلعات، وتضع المسؤولين المحليين وشركة “موبيليس” أمام تساؤلات مصيرية.

جلسة استثنائية بلا حلول فورية

خلال الدورة الاستثنائية التي عقدها مجلس جماعة وجدة اليوم الخميس 5 ديسمبر 2024، أُثيرت قضية النقل الحضري وسط جدل حاد حول غياب بعض النقاط في جدول الأعمال، من بينها مراجعة عقد التدبير المفوض لشركة النقل “موبيليس”. وأوضح المجلس أن أي تعديل على الاتفاقية يتطلب دراسة معمقة وتنسيقًا مع مختلف الأطراف المعنية، بما في ذلك السلطة المحلية والجهات الحكومية.

لكن هذا التبرير لم يكن كافيًا لطمأنة المواطنين الذين يعانون يوميًا من تدني مستوى خدمات النقل، حيث باتت الحافلات القديمة، التي خضعت لعمليات صيانة سطحية عند بداية العقد، تعاني من أعطال متكررة، ناهيك عن الاكتظاظ وتدني معايير السلامة.

شكاوى المواطنين تتزايد

في إحدى الشكاوى الموجهة إلى سلطات المرور، أفاد أحد المواطنين بتجول سبع حافلات في شوارع المدينة دون إنارة أمامية، مما يشكل خطرًا جسيمًا على السلامة العامة. رغم تقديم الشكاوى المتكررة إلى السلطات، لم يتم اتخاذ أي إجراء ملموس لمعالجة هذا الخلل.

وتساءل المواطنون عن كيفية اجتياز هذه الحافلات للفحص التقني، في وقت تستعد فيه المملكة لاستضافة تظاهرات رياضية كبرى، ما يجعل من تحسين قطاع النقل الحضري ضرورة ملحة.

معاناة المتدربين بمركب تيكنوبول

المتدربون في مركب تيكنوبول بمدينة وجدة يمثلون فئة أخرى تضررت بشدة من سوء خدمات الحافلات. فقد أشاروا إلى تأخر الحافلات عن مواعيدها، مما يعيق وصولهم إلى دروسهم في الوقت المحدد. كما يعاني المتدربون من نقص الحافلات في بعض الخطوط وازدحامها بشكل يفوق طاقتها الاستيعابية، ما يجعل التنقل تجربة يومية مليئة بالإرهاق والإحباط.

التلوث والمظهر الحضري

إلى جانب ضعف الخدمة، يشكل أسطول الحافلات المهترئ عبئًا بيئيًا إضافيًا على المدينة، التي تعاني أصلًا من مستويات عالية من التلوث والجفاف. فقد أصبحت الحافلات القديمة مصدرًا للتلوث، مما يزيد من تدهور جودة الهواء في وجدة، التي كانت تُعرف سابقًا بلقب “عاصمة الشرق”.

ماذا بعد؟

من المقرر أن ينتهي عقد شركة “موبيليس” في نهاية العام 2025، مع احتمال قدوم شركة جديدة. لكن القلق يسود بين السكان، الذين يتساءلون عما إذا كان الوضع سيتغير فعليًا أم أن السيناريو نفسه سيعاد مع مشغل جديد.

يرى البعض أن المشكلة لا تكمن فقط في الشركة، بل أيضًا في غياب الرقابة الصارمة من قبل السلطات المحلية والجهات الوصية. فبينما تسعى مدن مغربية أخرى لتطوير أنظمة نقل متقدمة مثل الترامواي، تجد وجدة نفسها عالقة مع حافلات متدهورة لا تليق بمكانتها كإحدى كبريات المدن المغربية.

دعوات للتغيير

في ظل هذا الوضع، تزايدت الأصوات المطالبة بتغيير جذري في إدارة قطاع النقل الحضري بوجدة، من خلال:

  • تعزيز الرقابة على الشركات المشغلة وإلزامها بمعايير جودة صارمة.
  • توفير أسطول حديث يلبي احتياجات السكان ويحترم البيئة.
  • تنظيم وقفات احتجاجية سلمية لإيصال صوت المتضررين إلى الجهات المعنية.

إن وجدة، التي كانت دومًا نموذجًا للالتزام والمسؤولية، تستحق خدمات نقل حضري تليق بسكانها وبمكانتها كعاصمة للشرق. السؤال الذي يطرحه الجميع الآن: متى ستتحرك الجهات المسؤولة لتحسين هذا القطاع الحيوي؟